رغم شعوري بمرارة في الفم وجفاف في الحلق الا ان دلك يهون لطمعي ان يكون هو الخلوف الدي اطيب عند الله من ريح المسك .لكني لم استطع مقاومة صداع اضنه اعجبته رفقتي فلم يخلف يوما الا وتعهدني وقبل راسي .لم اجد بدا من الاستسلام له والانصياع لاوامره فمددت على الارض بدني طالبا لغفوة تريحني مما انا فيه .وبينما انا بين النوم واليقضة فيما يشبه الاغماء اخد شريط من الصور يتراءى امامي ويجدبني بلطف ليدخل معي احلامي.
-الصورة الاولى بيت متواضع اهله قد لادو بالنوم هربا من حر شديد قد زادهم مشقة على مشقة الصيام .سكون يخيم على المكان لم يكسره الا صوت مدياع صغير يضعه الطفل على ادنه محاولا الاستماع فقد منعه الجوع والعطش حتى النوم وقد صام من غير سحور لان امه لم توقضه حسب ادعائه .ولكنها كانت قد تعبت من ندائه ورجائه فتركته وشانه لتنصرف لاعداد السحور الدي لم يكن اقل شانا من الفطور.
-الصورة الثانية وقت الافطار لايزال بعيدا ولكن الطفل كان فرحا يتنطط مزهوا ربما لان (القايلة)انتهت واستيقظ الكل وبدات الام في اعداد (شربة الفريك)وعمت رائحتها المميزة ارجاء الدار لتعطي انطباع ونكهة الشهر الفضيل .
-الصورة الثالثة يتجه الطفل قاصدا الحانوت لشراء (القازوز)بتكليف من الاب وبالتشاور مع بقية افراد العائلة حول الالوان (التي تعبر عن الادواق).اما الزلابية فلها شان عضيم وهي من مهام الكبار وقد تغيب او تحضر
-الصورة الرابعة يجلس الطفل هده المرة بين اقرانه على ماصورة مياه (غير مستعملة)بجوار الجامع وقد امسك حبات من التمر اعطيت له .يجلسون جميعا وقد خارت قواهم وما ان يقرع المؤدن مكبر الصوت ويقول الله اكبر حتى تتهلل الوجوه وتتطاير النواة .وما ان يسلم الامام حتى ينطلق (صاحب دعوتنا) جاريا قاصدا الطاولة لينضم لبقية الافراد لتناولي الفطور (الفريك والمطلوع) ولا يهم بعد دالك ما زاد او نقص .المهم ان الجميع ملتم فرح بفطره ويدع ربه ان يكون من الفرحين بلقائه.
- افتح عيني على ضوضاء في المطبخ واشم روائح كثيرة من اصناف واطباق وزيوت ولكني افتقد رائحة وعبقا له في نفسي ووجداني عضيم الاثر.