دمعة على شهيد
رأى الظلـــم يغــزوالبلاد فقـــاما مـــع الثائرين يشق الظــلاما
وأقســــــــــم بـالله ألاّ يعــــــــود إذا لم ير الغاصبــــين حـــطاما
فكــم من شهيـــد لأجل بـــلادي تجندل فوق الهضاب هيــــاما
ترى الحـور يدخلــــن من كــل باب علــيه وبيــــن يديـــه نيـــا مــا
مشى ذات ليل إلى الشاهـــقات يحــثه للمجــد دمــع اليـــتامى
وطيـــف وحـيــــده في مــقلتـــيه أمـــامــه فـــوق الــربا يــــترامى
ودمـــع اليتـــــيم تدفـــق سيــــلا عــلى وجـــنتيه النواضر هــــاما
يــــرى في المـــنام طيـــوف أبيــه فيصحو ليفــشي عليه السـلاما
يفـــتش في كـــل ركــن علــــيه فيـــزداد قلب الصـــبي ضــــراما
ويغشــــاه في كــل حـــين إلـــيه حنيــــن مقيـــم يذيب العـــظاما
يـــراقـــب أمـــــه كـــل مـــــســاء لعلـــه يســـمع منــــها كــــلاما
تحـــاول تـــــرك المـــواجع خـــلفا فتلقى شخوص الشهيـــد أمـاما
فأيـــن ستهـــرب مــن نظــــــرات يسـددن في كل حــين حســاما
وكيف ستخفــي عليه دمـــــوعا أماطت على الموجـعات اللــــثاما
أناديـــك أمـــي فأيــــن أبــــي؟ علام يا أمي الســكوت عـــلام؟؟
وأمه حــــيرى فلـــيس لديـــها جــــواب يهـــــدهـــده كــي ينـــاما
غـــدا يا حبــيبـي يعـــود إليـــنا من الحرب شهــــما عزيزا همــــاما
ويأتـــي الصـــباح بــــدون أبيــــه فيبــكي وتبكي دمـــوعا ســـجاما
أجابتــــه مـن مقلــــتيها دمـــوع لأفصـــــح منــــها ومـــني كـــلاما
فنـــم يا بـــني بجـــنبي وحيـــدا أبــــوك مــع الخالــــدين تســــامى
لقـــد مـــد روحــــه لله طـــوعـــا فأعــــلى له في السمـــاء مُـــقاما
عنــــاق الشهـــادة كـــان لـــديه مدى العمر دون الحـــياة مـــــرامى
وهانحـــن بعـــد الردى والضـــياع هـــنا في الجزائـــر نحــيا كــــراما
سيبـــقى شـــهيد الكـرامة حــــيا وفـــوق جــبين الزمـــــان وســــاما
أنا اليـــوم خلـف أبي في النــضال أسـير على الدرب أرعى الذمــــاما.
ـ شعر: مواطن من ونوغة.
[b]