يفتح الطفل عينيه على صوت (خطايفة)قد بنت عشها في سقف الغرقة وما ان يتدكر ان اليوم عطلة حتى يثب قائما نشيطا على غير عادته وحتى قبل ان يغسل وجهه يشغل المدياع فتنبعث منه اغنية ماجدة الرومي (خدني حبيبي ع الهنا انسى لكان وابتدي.....)يبدو ورغم حداثة سنه ان الاغنية فتنته وسافر معها في الخيال (مازالت الى يومنا هدا تاسره وتزرع فيه الحنين الى الماضي)..ما ان يسمع صوت الباب الخارجي يفتح حتى يتحه صوبه انها امه تحمل اناءا لتحلب فيه (الشويهات)يرافقها لامتار لكن منضر الاحمرار قبل شروق الشمس لا يزال يسرق انتباهه وانشغاله في كل صباح يبكر فيه كما ان نسمات الهواء العليل تبعث فيه الشعور بالقوة والغبطة فتجده يجري ويقفز وكان كل مافي الكون خلق لاجله.
يبدا اطفال الجيران في الخروج بدورهم فينضم لهم ويشاركهم العابهم (غميضه.سنيوة.حلالوش....
يبقى في هده الحال حتى يسمع تجويد ع الباسط ع الصمد يخرج من مكبر الصوت للمسجد يدرك حينها ان موعد عودته للمنزل قد حان فيعود مسرعا فتلومه امه ليس على تاخره فحسب ولكن على تضيعه صلاة الصبح وخروجه من غير افطار .يتناول غداءه بسرعة في (الحوش) .ثم يستحم تحت ارشادات ونصائح الوالدة دائما لانه مند مدة قصيرة فقط قرر انه كبر ويستطيع الاستحمام بمفرده .
عندما يفرغ من دالك يصلي الصبح ثم يعود الى الحوش فيجلس فوق (هيدورة) ممسكا مصحفه الصغير محاولا تقليد الشيخ ع الباسط في تجويده قصار السور.
يؤدن (الادان الاول) ويخرج الوالد مرتديا (القندورة البيضاء) فيمشي في اعقابه يتبعه الى ..الجامع.